موضوع: بسيمة الحقّاوي الجمعة 7 ديسمبر 2012 - 10:21
هي الوزيرة الوحيدة داخل حكومة رئيسها في الحزب، عبد الإله بنكيران. ظن الجميع أن البرلمانية السابقة التي ناضلت من أجل "تجديد الوعي السياسي"، قد تحول عزلتها داخل فريق "ذكوري" إلى امتياز ، وأن أستاذة التربية الإسلامية التي ناهضت مشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية قد تخرج من حقيبتها بديلا أفضل، إلا أن سياسة بسيمة الحقاوي لم تلامس مستوى التطلعات.
مرت سنة تقريبا والحقاوي على رأس وزارة التضامن والأسرة والمرأة والتنمية الاجتماعية دون أن تتمكن القيادة الإسلامية من تعزيز الدور القيادي للوزارة كمنسق للسياسات العمومية في مجال المساواة مما جعلها هدفا سهلا أمام مدفعية الحركة النسائية التي عابت عليها ضعف مبادراتها في مجال دعم مكانة المرأة التي ظهرت بمناسبة إعلان عدد من التعيينات على رأس مؤسسات عمومية و أقاليم و عمالات.
أما على مستوى الحماية فإن ضعف مشروع القانون المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء وغياب تعديل للقانون الجنائي وضبابية التصريحات الإعلامية للوزيرة إبان حادثة انتحار أمينة الفيلالي.. محطات زكت توجسات المدافعين عن مقاربة النوع الاجتماعي وتكافؤ الفرص.
تواتر تقارير المنظمات الدولية حول واقع الفقر والهشاشة بالمغرب أظهر أن "تنمية الفرص والإدماج السيوسيو اقتصادي للأشخاص في وضعية صعبة" ليس إلا جملة إنشائية ترددها الوزارة بمناسبة كل يوم دراسي ينتهي بتبادل التحايا وشرب العصير في القاعات المكيفة ويجعل من الوزيرة كومبارسا في حملات مؤسسة "محمد الخامس للتضامن" الموسمية.
المخطط الاستراتيجي للحقاوي والهادف إلى تعزيز التنسيق الحكومي في مجال البرامج الموجهة إلى فئة المعاقين، امتحان آخر رسبت فيه الوزيرة، ليس لعدم إيجادها حلولا تامة لشريحة تعيش على هامش المجتمع، بل بسبب سياسة الباب الموصد الذي تنهجه المؤسسة وهراوات القوات المساعدة التي تنزل على رؤوس المكفوفين، غير بعيد عن شرفة مكتبها بحي أكدال.
ختاما تأتي مبادرات النهوض بحقوق الطفل ومسؤولية وزارة التضامن في تنزيل بنود الخطة الأممية المسماة "عالم جدير بأطفاله" والتي وقع عليها المغرب في دورة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي أجاب عنها أحد أطفال المغرب المشردين و الملقب بـ"الجن"، ليبقى جوابه أبلغ و أعمق و"أصدق أنباء من الكتب".
حصيلة الوزيرة الحقاوي، تحولت إلى دلو رماها في بئر "نازل"، حتى إشعار آخر على الأقل.